شهدت المانيا منذ مساء اليوم الثلاثاء الماضي ١٠ أغسطس/اب ٢٠٢١، استعراض طبقي كبير بين نقابة سائقي القطارات والشركة السكك الحديدية الألمانية، استغرقت لحد فجر هذا اليوم الجمعة 13 آب/ أغسطس 2021.
وذكرت النقابة في البيان الأول لهم بان هناك اجماع كامل من أجل تنظيم الاضراب، وان ٩٥٪ من الأعضاء صوتوا لصالح الاضراب. وتعتبر شبكة السكك الحديدية في المانيا احدى اهم وسائل النقل التي تعتمد عليها الملايين من الركاب في الخطوط الداخلية والخارجية، وكذلك واحدة من اهم الخطوط لنقل البضائع بين الأقاليم. وان الاضراب الجزئي للنقابة أدى الى تعطيل معظم حركة التنقل بين المدن، والشحن بين المدن وشملت معظم البلاد.
ومع ظهور وحدة العمال ونجاح اضرابهم وتأثيرها على حركة النقل العام، بدأت الشركة السكك الحديدية ومعها رابطة الاتحادية لروابط ارباب العمل مسرعا بخلق ادعاءات ووقائع كاذبة مدعيا بان الوقت غير ملائم للإضراب وان المتضرر من الاضراب هو الملايين من الركاب، مستهدفا التقليل من شأن الاضراب وفي نفس الوقت يضع العمال المضربين في موقف العداء مع عموم الناس.
وفي هذا السياق أظهر استطلاع حديث، زيف ادعاءاتهم، حيث إن 31% من الأشخاص في ألمانيا يتفهمون إضراب نقابة سائقي القطارات ويقدرون مطالبهم العادلة.
أعلنت النقابة من انتهاء اضرابهم التحذيري، واعتبرت بان الاضراب هو بمثابة رفع بطاقة حمراء بوجه شركة السكك الحديدية لتحقيق مطالبهم العادلة المتمثلة بزيادة الأجور وتحسين ظروف عمل العاملين.
وتعتبر الاضراب العمالي الأول من نوعه تظهر بقوة واقتدار بعد جائحة الكورونا والتي بدأت بها نقابة سائقي القطارات احدى أكبر النقابات العمالية في المانيا، حيث بلغ تعداد المشاركين في الإضرابات ٥٤٠٠ من مجموع حدود التقريبي ٢٠٠٠٠ عامل. وتأتي الاضراب وسط ضغوطات تمارسها الحكومة الاتحادية على تقليص الميزانية في ظل تداعيات جائحة كورونا. وتهدد النقابة بجولة إضرابات قادمة في حال لم يتم التوصل إلى اتفاق يرضي جميع الأطراف.
وفي غضون أيام معدودة تمكنت النقابة من فرض مطالبها على الشركة والاتفاق على زيادة الاجور بحجم 3,2 بالمائة والزيادة في ميزانية التقاعد المخصصة للعاملين. وتعتبر هذا مكسب كبير للعمال كخطوة أولية لفرض كافة الحقوق والمطالب الرئيسية.
13/آب/2021