الأول من آيار، يوم تضامن ونضال البروليتاريا العالمية واستعراض قوتها الطبقية !
البيانات

الأول من آيار، يوم تضامن ونضال البروليتاريا العالمية واستعراض قوتها الطبقية !

التزامن مع استعدادات الطبقة البروليتاريا في العالم لاستقبال يوم العمال العالمي الذي يصادف الأول من آيار من كل عام وهو يوم تضامنهم ونضالهم العالمي، يمر علينا أكثر من عام على ظهور جائحة كورونا والأزمة الشاملة للنظام الرأسمالي، وقد ضيق هذا الوباء والازمة المصاحبة له الخناق على العمال والكادحين وجلب لهم المزيد من الفقر والحرمان والبطالة. وتشير الاحصائيات المريبة المعلنة من قبل السلطات الرأسمالية الى زيادة وتيرة البطالة يوما بعد يوم، حيث تشير التوقعات الى فقدان ثلثي عمال العالم لعملهم بحلول عام 2025 وانضمامهم الى قائمة العاطلين عن العمل وهذا الأمر سيطال حتى العمال المحتفظين بعملهم الذين يعملون في ظروف عمل قاسية، مثل زيادة ساعات العمل وتخفيض الأجور وفرض الضرائب الإضافية على رواتبهم وغلاء المعيشة، بل وحتى حرمانهم من الضمان الصحي والاجتماعي. هذه الظروف القاسية والمعاناة بانتظار البروليتاريا العالمية في ظل حكم البرجوازية.

ان طبقة العمال في العراق وإقليم كوردستان ليسوا بمنأى عن هذه الظروف الصعبة والمعاناة المريرة، وان وضعهم يسير نحو الاسوء في ظل حكم الأحزاب البرجوازية والقومية والطائفية التي تمتلك و تتحكم بمقدرات البلد كالشركات والقطاعات التجارية وغيرها.

يتحكم عدد قليل من الرأسماليين المتطفلين بثروات وأموال العالم ، والذين ثرواتهم ورؤوس أموالهم في ازدياد مطّرد يوما بعد يوم، بل و حتى ان الأزمة العالمية الناجمة عن وباء كورونا أدت الى المزيد من الربح لصالحهم، وإن بإمكان عشرة من هؤلاء الأثرياء تأمين اللقاح المضاد لفيروس كورونا لجميع سكان الأرض، فهذا يعني ان ثروات العالم متكدسة في ايدي حفنة قليلة من الأثرياء.

أن أهمية الأول من آيار تكمن في التضامن والنضال الاممي للبروليتاريا وتوحيد صفوف العمال، وان القوة الموحدة والمنظمة للعمال ونضالهم العالمي تستطيع نيل حقوقهم، بل وتستطيع من خلال ثورتها الطبقية اسقاط النظام الرأسمالي وتأسيس مجتمع عادل وحر جدير بالإنسان في هذه العصر، ان البسالة الطبقية للبروليتاريا تظهر واضحة و بوسائل شتى من خلال التظاهرات والرفض المستمر لهذا النظام الغير العادل، وهم متواجدون في ساحات وميادين التظاهر في سبيل نيل حقوقهم من حيث تحسين الظروف المعيشية وتقليل ساعات العمل والضمان الاجتماعي والصحي وزيادة الاجور.

ان النظام الرأسمالي في سعيه المستمر لزرع الشقاق و الفرقة بين صفوف العمال والمحرومين في المجتمعات المختلفة على أسس طائفية وقبلية وقومية ومذهبية وجنسية وعرقية وتوسيع الشرخ بينهم من خلال توظيف واستغلال الفوارق المذكورة.

وتواجه الطبقة في العراق وكوردستان تهديدا آخر وذلك بعد أكثر من 40 عاما من الحروب والاحتلال الأمريكي والصرعات الطائفية والقومية في ظل فرض الليبرالية الأمريكية، قد منحت القوى البرجوازية الإسلامية والقومية والطائفية كافة ثروات ومقدرات المجتمع بشكل او باخر لكبار الرأسماليين بثمن بخس وهم يقودون الشركات الحكومية اما الى الإفلاس او بيعها بثمن زهيد تحت مسمى الإصلاح و "الورقة البيضاء"، وفي هذا الصدد نرى زوال الشركات الحكومية وخصخصة حتى قطاع الكهرباء، ولا ننسى هنا وضع قطاع الخدمات كالتعليم والصحة التي بات يعاني ويضمحل تدريجيا ليتحول الى القطاع الخاص في المطاف الأخير.

الأول من آيار هو تمرين لطبقة البروليتاريا بغية اظهار واستعراض قوتها الطبقية الموحدة والتضامن الاممي ومناورة لخططها القادمة. الأول من آيار يعتبر مقياسا لقوة ومدى وحدة الصف وقدرة تحزب هذه الطبقة على المستوى العالمي، حيث يشكل النظام الرأسمالي تهديدا خطيرا ليس فقط على حياة العمال بل وحتى على حياة الإنسانية جمعاء، وقد خلق جوا من الرعب والقلق المستمر في المجتمعات البشرية. وعليه نؤكد ان النظام الرسمالي غير قابل للإصلاح والسبيل الوحيد هو ثورة العمال.

الاتجاه الماركسي المعاصر

20.أبريل.2021